عبد المنعم حافظ متميز
عدد الرسائل : 607 العمر : 28 الموقع : السعودية العمل/الترفيه : كرة القدم المزاج : حسن اسم الحلقة : غير ذلك كم تحفظ من كتاب الله : 10جزء الهوايه : الجنس : طاقة العضو : تاريخ التسجيل : 16/12/2008
| موضوع: كيف نرد الأذى عن رسول الرحمة الجمعة يناير 30, 2009 1:44 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[size=16][size=21]كيف نردّ الأذى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ [/size]
[/size]في الأسبوع الماضي تناقلت وسائل الإعلام قضية الرسوم المسيئة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم مرّة أخرى, بعد مرور ثلاث سنوات من نشرها في صحيفة دانماركية, ومنذ ذلك الحين حتى أيامنا هذه ما زالت القضية تُلقي بتأثيراتها وتداعياتها بين مدّ وجزر.
ولكن ما يميّز بروزها هذه الأيام أنّها في المرّة الأولى قد نشرتها صحيفة دانماركية واحدة, أمّا هذه المرّة فقد قامت بإعادة نشرها سبع عشرة صحيفة دانماركية, تضامناً مع رسّام الكاريكاتير على إثر اعتقال ثلاثة شبّان اتهموا بالتخطيط لاغتيال ذاك الرسّام!!.
ومع أنّ الاعتقال دام لعدّة أشهر, وأخذ التحقيق مجراه وبصورة مكثّفة, لم تثبت إدانتهم, ولم تتوافر الأدلّة لدى الشرطة الدانماركية, فقامت بإطلاق سراحهم الثلاثة, فسفّرت منهم اثنين إلى بلدهم الأم تونس, وأبقت الثالث وهو مغربي الجنسية.
وما أُعلن عن الخبر, وإلا بالسبع عشرة صحيفة تعيد نشر الرسوم مرّة أخرى, وبالطبع بتحدّ سافر, وتحت شعار حرية التعبير, ومن باب التضامن مع الصحيفة الأولى ورسّامها وما نُشر في عام 2005م!!.
ولنا أن نتساءل حول ما لنا وما علينا في هذه القضية:
هل من المعقول أن يكون ردّ الفعل لهذه السبع عشرة صحيفة لمجرّد الإعلان عن تُهمة لم تصل إلى حدّ التأكيد والإثبات من قبل أمنهم وشرطتهم؟!
ثمّ كيف لو ثبتت التهمة, وتأكّدت الأدلّة, فما عساهم سيفعلون؟!
وما حجم ردود الفعل عندئذٍ؟! رُبّما سيتضامن ويتعاطف الإعلام الغربي كلّه, وليس إعلام الدانمارك لوحدها؟!!.
وهل أنّ ما نُشر في المرّة السابقة وهذه المرّة كذلك مردّه إلى حرية التعبير, كما تصرّ عليه هذه الصحف, وتؤكّد عليه الحكومة الدانماركية بأعلى مستوى رسمي, أم أنّ حُرية التعبير زُجّ بها في هذا الميدان, لعلّها تغطّي على حقدهم الدفين, وحسدهم البغيض لنبيّنا صلى الله عليه وسلم ولدعوته وأتباعه؟!.
وأي حريّة تعبير هذه التي تتطاول على الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام, وعلى رأسهم نبيّ الرحمة, وليس للمسلمين فحسب, بل وليس لبني آدم فحسب, إنّما لكلّ العوالم الأخرى, وصدق الله العظيم في وصفه إذ يقول: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}!!
أمّا من ناحيتنا فأين ردّ الفعل العربي والإسلامي الرسميّ على هذه الحملة البغيضة؟ اللّهم لم نسمع إلا عن إيران قامت باستدعاء السفير الدانماركي في بلادها, أمّا باقي الدول العربية والإسلامية فكأنّها لم تشاهد ولم تسمع؟!
مع أنّنا نكاد نتفق جميعاً أنّ الذي قوّى شوكتهم هذه المرّة, وجرّأهم على التضامن للنّيل من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم هو ذلك الموقف الهزيل والباهت للحكومات العربية والإسلامية في المرّة السابقة, وإلا لو أنّ الدانمارك بحكومتها وأجهزتها وإعلامها رأت من دول العرب والإسلام موقفاً قوياً وموحداً في ردّ الإساءة والأذى عن نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم, لما فكّروا بالتطاول عليه مرّة أخرى؟!!
أمّا ردّ الفعل الشعبي فأنا لا أرى اقتصاره على المظاهرات والمسيرات فحسب, وإن كانت إلى الآن لم ترقَ إلى مستوى الحدث, إنّما من المفروض على كلّ الشعوب العربية والإسلامية, وعلى رأسها الجماعات والحركات الصادقة والمخلصة العمل على بناء وتنظيم برامج ومشاريع قصيرة المدى, وطويلة المدى, في نصرة النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم, ونُصرة دعوته ورسالته, وحتى نذبّ الأذى عنه صلى الله عليه وسلم ليس في ساعات محدودة, ولا في أيام معدودة, إنّما هو منهجٌ مرسوم, وعمل متواصل, حتى يقضي الله بيننا وبينهم بالحقّ!!
وأخيراً, ألا يستفزّنا هذا التضامن لسبع عشرة صحيفة والحكومة من خلفهم, وإن كان على باطل حاقد أسود, إلى حالة من التضامن بين الحكومات, وبين الجماعات والحركات, وبين القنوات الفضائية, وبين وسائل الإعلام, نصرة لنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم, وردّاً على كلّ من يسيء إليه, أو تسوّل له نفسه بالإساءة إليه!!.
فرسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم يستحقّ منّا ذلك, بل وأكثر من ذلك بكثير, لا هيبة ... ولا عزّة... ولا نصر لأمّة العرب والإسلام إن لم تضع رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس سُلّم أولوياتها, فداه الأرواح والمُهج والقلوب!!. توقيع : مؤسس | |
|